شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

لقاء طلابي في مدينة بونا الهندية تفاعلا مع تقرير نشرته "الشارع"

عدن اليوم /الهند / بونا | الاثنين 21 أبريل 2014 11:46 مساءً

-الطلاب الذين أشارت إليهم الصحافة الهندية يرفضون التهم ويؤكدون وجود تلك العصابات ويشارك فيها يمنيون

-المعلومات التي نقلتها الصحيفة الهندية صحيحة من جانب وجود أعمال سمسرة واسعة النطاق، لكن تقرير الصحيفة استهدف طلابا بعيدين عن هذه الأعمال

-التقرير عن طلاب يمنيين في الهند يشاركون في عصابات السمسرة الطبية والاحتيال على المرضى القادمين من بلدهم

 

تقرير /مشعل الخبجي /الهند / بونا 

 

التقرير الذي نشرته "الشارع"، الأسبوع الماضي، حول "ما يتعرض له المرضى اليمنيين في الهند من قبل طلاب يمنيين دارسين هناك امتهنوا السمسرة الطبية"، أثار ردود فعل واسعة ومتفاوتة، في أوساط الطلاب اليمنيين في الهند من جهة، وفي أوساط مواطنين في الداخل سبق وتلقوا العلاج في الهند من جهة أخرى.

وإذ نؤكد صحة المعلومات التي جمعتها الصحيفة من مصادرها، إلا أننا لم نتأكد من دقة المعلومات التي جرى نقلها عن الصحيفة الهندية.

ونظرا للتفاعل الكبير الذي حظي به تقرير صحيفة "الشارع"، فإن الأمانة تقتضي توضيح أن المعلومات التي نقلتها الصحيفة الهندية لم تكن دقيقة، وأن الأسماء التي ذكرتها هي أسماء لعدد من الطلاب اليمنيين ليس لهم علاقة بعصابات السمسرة أو أي من أعمال الاحتيال. وهذا حسب تأكيد كثير من الطلاب الدارسين في مدينة بونا الهندية.

الصحيفة الهندية "بونا ميرور" وصفت طلاب يمنيين بزعماء لإحدى العصابات، نقلا عن سمسار محلي هندي في بونا .

ونفى أحد الطلاب، الذين أشارت إليهم الصحيفة الهندية، نفيا قاطعا وجود أي بلاغ حقيقي في قسم الشرطة باسمه. وقال لـ "الشارع" أنه في حال وجود بلاغ في الشرطة وحقيقي حول أي شخص، يفترض بالبوليس القبض عليه؛ لكن الأمر كان كيديا .

ونفى زميل له أن يكون لهما أي علاقة بما ذكر في الصحيفة الهندية، مؤكدين أن هناك أعمال سمسرة واحتيال واسعة، تقوم بها جماعات من الطلاب اليمنيين؛ لكن ليس لهما علاقة بها، مؤكدين تقديم خدمات لمرضى يمنيين مجانية أو القبول بأجور زهيدة غير مشروطة وبشكل واضح، لقاء أتعابهم وتفرغهم مع بعض المرضى الذين يضطرون للبقاء معهم لساعات وأوقات طويلة. وتحدى هذان الطالبان أن يتم إثبات أي من التهم الموجهة إليهم في الصحافة.

"الشارع" لم تكتف بالحديث للطلاب الذين ذكرتهم الصحافة الهندية، بل توجهت بالسؤال لعدد من الطلاب المشهود لهم بالنزاهة. وقد أكد كثير من الطلاب اليمنيين الدارسين في بونا أن هناك بالفعل عملا يشبه عمل العصابات، يتضمن السمسرة الطبية على المرضى اليمنيين وبمساعدة مستشفيات معروفة يرتادها معظم اليمنيين.

وأكد هؤلاء الطلاب أن المعلومات التي نقلتها الصحيفة الهندية صحيحة من جانب وجود أعمال سمسرة واسعة النطاق؛ لكن تقرير الصحيفة استهدف طلابا بعيدين عن هذه الأعمال، إن لم يكونوا مصدر إزعاج لعصابات السمسرة الطبية المكونة من عشرات الطلاب اليمنيين وسماسرة هنود محليين.

وقالوا إن تلك العصابات أصبحت تتعامل مع سماسرة محليين هنود، والأخيرون يقومون بالإبلاغ عن أي طلاب يقدمون ذلك النوع من الخدمات للمرضى اليمنيين مجانا، لكي لا تتضرر أعمال تلك العصابات.

وأوضح طلاب أنه في حال تدخل طلاب يمنيون جيدون لمساعدة المرضى الوافدين، يؤدي ذلك إلى تضرر أعمال تلك العصابات التي تمارس الاحتيال على المريض، إضافة إلى نسبة من المستشفيات، فضلا عن نسب لكل عملية يقوم المريض بإجرائها. وقالوا إن الأمر وصل مؤخرا لدرجة أن هؤلاء الطلاب، العاملين في هذا المجال السيئ، يعقدون اتفاقات مع الصيدليات ليقوموا بشراء الدواء للمرضى اليمنيين بأسعار خيالية، فيما أسعار الدواء في الهند زهيدة للغاية بشكل لا يتصوره المريض اليمني.

وكان تقرير "الشارع" أشار إلى أن الموضوع يأخذ طابعا تجاريا بحتا، ويأخذ شكل العصابات المتنافسة على تحقيق الأرباح .

وعليه، فإن الحقيقة التي لا تقبل الشك هي أن هناك فعلا أعمال سمسرة واسعة النطاق، يشترك فيها طلاب يمنيون؛ لكن بالمقابل هناك طلاب ملتزمين ومنضبطين دراسيا وأخلاقيا. وهذا ما يتوجب توضيحه للطلاب الدارسين في الهند وأهاليهم في الداخل.

ويمكن اعتبار التفاعل الكبير مع التقرير الذي نشرته "الشارع" دليلا واضحا على وجود طلاب ممتازين، يأنفون الانخراط في مثل هذه الأنشطة.

وقد تداعى، يوم أمس الأول، عشرات الطلاب في (بونا) بالهند إلى عقد لقاء استثنائي لمناقشة الجوانب التي تناولها تقرير صحيفة "الشارع"، وهو تصرف جدير بالثناء ويعكس استشعارا بالمسؤولية لدى كثير من الطلاب تجاه أبناء بلدهم الوافدين للعلاج، وحرصهم أيضا على سمعة الطالب اليمني في الخارج.

وخرج اللقاء الطلابي، الذي يعد الأول من نوعه، حسب تأكيد الطلاب، باتفاقات مبدئية حول عدد من الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تعكس صورة إيجابية حول الطلاب اليمنيين، ومنها الوقوف أمام ظاهرة السمسرة الطبية، التي يمارسها عدد من الطلاب اليمنيين وتلحق الضرر بالمرضى من أبناء بلدهم، وتنعكس بدورها على جميع الطلاب الدارسين في الهند.

وأسفر اللقاء، الذي شارك فيه نحو 50 طالبا، عن وثيقة تعهد الموقعون عليها بالوقوف ضد أي طالب ينخرط في تلك العصابات، وإبلاغ السفارة اليمنية أو حتى البوليس الهندي.

ووعد الطلاب بالكشف عن العصابات الحقيقية التي تمتهن هذه المهنة وأصبح أفرادها يقودون السيارات الفارهة، حسب وصفهم، فيما يفترض أنهم مجرد طلاب يعيشون على إعانة فصلية تقدمها لهم الدولة كل بضعة أشهر وبشق الأنفس .

ومن جهة أخرى للوقوف امام قضايا الطلاب أنفسهم ومعاناتهم في الهند مع السفارة اليمنية، وهو ما طالب به عدد من الطلاب في ولاية بونا الهندية "الشارع" التعاون معهم بتناوله بعد تقرير "الشارع" الذي نشر قبل يومين حول السمسرة الطبية.

 

 

عن صحيفة الشارع اليومية