شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

تقرير : تباين بجنوب اليمن بشأن دور مجلس الأمن

عدن اليوم/ متابعات | الاثنين 28 يناير 2013 02:43 مساءً

تباينت مواقف الأطراف الجنوبية -خاصة الحراك الجنوبي- من زيارة أعضاء مجلس الأمن الدولي لليمن أمس الأحد بين مؤيد ومعارض، فمعظم فصائل الحراك أعلنت رفضها للزيارة، وأقامت فعالية كبرى بعدن حشدت لها الجماهير من مختلف مناطق الجنوب أُسميت "نحن أصحاب القرار"، تهدف من خلالها لإيصال رسالة بأن مطالب الحراك تتمثل في فك الارتباط واستعادة الدولة، وأن ما يدور في صنعاء لا يخص الجنوب بشيء.

وفي المقابل، فإن الأطراف الجنوبية الأخرى -بما فيها بعض فصائل الحراك- رحبت بتلك الزيارة واعتبرتها فرصة لحلحلة الوضع في اليمن بشكل عام شماله وجنوبه.

خطوة إيجابية
واعتبر العميد عبد الله الناخبي -القيادي البارز في الحراك والمنضم للثورة الشبابية- أن زيارة مجلس الأمن لصنعاء خطوة إيجابية تؤكد اهتمام المجتمع الدولي باليمن، متمنياً أن تتمخض الزيارة عن قرارات أكثر جدية من القرارات السابقة بالشأن اليمني.

وأضاف -في تصريح للجزيرة نت- أن الزيارة تخدم القضية الجنوبية، فالمجلس قد أعطى اهتمامه لهذه القضية من خلال دعمه للحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وما على الجنوبيين إلا أن يحسنوا التعامل مع قضيتهم بمواصلة المشاركة في تنفيذ المبادرة الخليجية، وعدم استعجال الأحداث وترك الأمور تسير في سياقها الصحيح.

ودعا الناخبي مجلس الأمن لحل كل قضايا الجنوب العامة والخاصة، كتصفية آثار حرب 1994، وإعادة الممتلكات العامة والخاصة، وإعادة المسرحين من وظائفهم مدنيين وعسكريين، مشيراً إلى ضرورة الضغط على الرئيس الأسبق علي صالح للخروج من البلاد، واستعادة الأموال "التي نهبها النظام السابق من خزينة الدولة".

وبدورها، ترى الأديبة هدى العطاس -الناطقة الرسمية لتيار "مثقفون من أجل الجنوب"- أن زيارة مجلس الأمن لليمن "لا تعني الجنوب في شيء، لأنها جاءت لدعم المبادرة الخليجية وحل أزمة القوى المتصارعة في الشمال فقط".

وقالت للجزيرة نت إن الزيارة لم تأتِ لحل مطالب الجنوبيين "التي أعلنتها الإرادة الشعبية الجنوبية في الساحات والميادين"، داعيةً مجلس الأمن لتقديم مبادرة خاصة لتلك القضية ترتكز على مطالب الجنوب المتمثلة في "استعادة الدولة".

وأضافت هدى العطاس أن الهدف من الفعاليات التي أقامها الحراك بعدن أمس الأحد هو إيصال رسالة لمجلس الأمن بأن قضية الجنوب تختلف عن الوضع في شمال اليمن، وأن على المجلس الالتفات لمطالب أبناء الجنوب، وأن القضية الجنوبية قضية مستقلة ومختلفة عن الأزمة في صنعاء.

ومن جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد إن زيارة مجلس الأمن رسالة واضحة تدل على وقوف المجتمع الدولي مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره، فالظروف الراهنة غير مهيأة لانفصال جنوب اليمن كدولة مستقلة -كما يعتقد البعض- لكون الجنوب سيتحول إلى منطقة ملتهبة بالصراعات الداخلية.

وقال للجزيرة نت إن "المجتمع الدولي حرص على بقاء اليمن موحداً ولم يعطِ فرصة للانفصال لأن ذلك من مصلحة الجنوب كي لا يزج به في مواجهات داخلية وإقليمية في هذه الفترة الحرجة"، مشيراً إلى أن على الجنوبيين الآن الدخول في النظام الجديد باليمن، ودعم التسوية السلمية، ومن ثم البحث عن أمور أخرى تعطي للجنوب حقه كالفدرالية.

موقف عاطفي

واعتبر محمد أن موقف الحراك من الزيارة موقف عاطفي، "وهو نفس الموقف العاطفي الذي دخل به قادة الجنوب الوحدة اليمنية"، منبهاً إلى أن التعامل مع الأمور بشكل عاطفي قد يذهب بالجنوب إلى حرب داخلية، أو يجعله ميدانا لحرب أهلية على مستوى اليمن.

ومن ناحيته، انتقد الصحفي والمحلل السياسي غالب السميعي موقف الحراك من زيارة مجلس الأمن واعتبره موقفاً سلبياً يضر بالقضية الجنوبية، مشيراً إلى أن الحراك لا يمثل كل القوى الجنوبية، فهناك قوى تبارك الزيارة وتؤيد الحوار والمبادرة الخليجية، بالإضافة إلى "الفئة الصامتة في الجنوب -وهي الأغلبية- التي لم تقل كلمتها إلى الآن، وقد تكون مؤيدة للحوار والمبادرة الخليجية".

وأكد السميعي للجزيرة نت أن زيارة مجلس الأمن "إيجابية وستعمل على حلحلة مشاكل اليمن بشكل عام"، مشيراً إلى أنها وجهت رسائل كثيرة لكل القوى في الداخل والخارج، "أولها لمعارضي الحوار والتسوية بأنه لا مجال لمواقفهم السلبية، وأن ما سينفذ هو المبادرة والحوار الوطني، وثانيها لإيران بأنها لا تستطيع أن تعمل شيئاً بدعمها للحوثيين والحراك الجنوبي".

واعتبر السميعي أن المزاج الانفصالي في الشارع الجنوبي هو مزاج شعبي لا تبنى عليه أي سياسات "لكونه يتأثر بوجود المظالم والضخ الإعلامي وغيرها من العوامل، وعلى الشارع الجنوبي أن يكون مع الوفاق، وعلى رأس ذلك الوفاق رئيس جنوبي، ورئيس وزراء جنوبي، ووزراء كُثر معظمهم جنوبيون منهم وزير الدفاع".

المصدر:الجزيرة