شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

دراسة : تحالف أخوان اليمن ( الاصلاح ) مع العلماني( الاشتراكي) اليمني كان الهدف الاستراتيجي منه الوصول إلى السلطة

عدن اليوم/خاص/مركز الدراسات الدولية (عدن) | الاثنين 11 مارس 2013 06:24 مساءً

قال مركز الدراسات الدولية (عدن)  أن الهدف الاستراتيجي  من تحالف الإخوان المسلمون في اليمن (حزب التجمع اليمني للإصلاح ) مع العلمانيين في اليمن (الحزب الاشتراكي اليمني" , كان الغرض منه الوصول إلى السلطة.

وذكر المركز في تقريره الثالث لشهر مارس والذي حمل عنوان، تحالف أخوان اليمن ( الاصلاح ) مع العلماني( الاشتراكي) اليمني، وتم توزيعه بشكل محدود عبر البريد الإلكتروني في مقالة دراسية قدمها المركز كمساهمة في قراءة واقع  التحالف الإخواني العلماني باليمن وعملية التزاوج الغريب  بين الاخوان والاشتراكي والفوائد والثمار التي حققها حزب الاصلاح من تحالف اللقاء المشترك وكيف وظفها في خدمة اهدافه ووجه عدد من الضربات لحلفائه ومنهم الاشتراكي.

وأشار المركز إلى أن مخططات (أخوان اليمن) تعتمد في المحصلة الاخيرة على أستلام السطلة

والحكم في اليمن كقوة وحيدة من خلال الفوضى والحروب أو الانقضاض على الحكم بانقلاب 

عسكري يقوده اللواء علي محسن الاحمر والتخلص من الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي."

وتناول المركز في سياق تقريره  إلى أن إتمام الطلاق الكامل بين الاشتراكي اليمني واصلاح

الإخوان ستكون في الحوار اليمني القادم من حيث أطروحات كل طرف ازاء العديد من القضايا ومنها شكل الدولة القادمة والدستور والانتخابات والقضية الجنوبية وقضية الحوثيين وعدد من القضايا التي ستكون على طاولة الحوار وللطرفين حلول متناقضة ومتصادمة مع الطرف الآخر> .

مشيراً أنه وفي آخر الامر هل سينتهي الاشتراكي اليمني مع أحتمال كبير جداً عن تقديم أمينه العام استقالته بعد انتهاء الحوار اليمني أم أنه سيجد تحالفات جديدة مع القوى المتبقية الهشة من تحالف المشترك أو العودة إلى مربع الخاسر دائماً وبتحالف جديد مع المؤتمر الشعبي العام " وهذا نصها:

 

مدخل:

لم يتغير شيء في اليمن حتى مع الحركة الشعبية الكبرى التي انتهت إلى أحضان القوى التقليدية في صنع الحكم والسلطة والنفود , فمازال التجهيل والفساد والاستبداد والقبيلة هي علامات وأقعيه أصبحت من تقاليد الشعب اليمني مند قرون .  فمن يريد التغيير والحداثة والدولة المدنية.. يجابهه بالانتقاد والتنكيل والقتل والارهاب .!!ومن يريد الحرية  يعتبر خارجاً عن الإسلام وكافر ..

 فالواقع السياسي والاقتصادي والأمني  يشهد انسدادا لعدم حل الأسباب والمسببات والاعتراف اولاً بها، وبعدها أيجاد المعالجات للخروج من النفق الدائم المظلم في تاريخ الشعب اليمني وخاصة في الشمال.

فالنسيج النخبوي حامل الفكر والتغيير مازال مفكك ومفرق بين قوى المصالح والمصلحة الآنية ويعيش حالة من الإرباك لم يستطيع الخروج والتعافي منها , حيث مازال العقل والمنطق بعيداً عن أهم القضايا والنظر أليها من خلال المصلحة وليس الحق.. ومنها أسقاط النظام وبكل أدواته الحالية والسابقة لأنها الاسباب – القضية الجنوبية وحق شعب الجنوب باستعادة  دولته وقضية صعدة وشكل الحكم وغيرها من المتغير الحقيقي للمستقبل , تلك الاشكالية اصبحت في يد نفس القوى التقليدية المتوارثة صاحبة الحق الكامل في تسيير حياة المواطن اليمني بكل جوانب حياته.

فالرئيس اليمني السابق مازال حتى اللحظة الراقص على رؤوس الثعابين واولاد الشيخ الاحمر كما كان والدهم ، هم اليوم من يصنع القادة والرؤساء ، فلم تنتج الحركة الشعبية في اليمن  ثورة ولا قيادة سياسية للمرحلة، ومازال اليمن وشعبه يعيش في الماضي من خلال انقضاض القوى التاريخية والمتصارعة على كل شيء في اليمن، سياسة ، اقتصاد وحكم وأحزاب ومعارضة وعلية يمكن تناول المحاور التالية :

 تحالف أخوان اليمن ( الاصلاح ) مع العلماني( الاشتراكي):

المتابع للوضع اليمني الغريب وكذا العملية السياسية وما نتجت عنه ، فكما يتصف الوضع اليمني بتميزه الغريب تكون أيضا تحالفاته غريبة ايضا، وهنا قد يبدر أول سؤال للمتابع للمشهد اليمني ، في كيفية تحالف حزب اشتراكي علماني مع تجمع من القبائل والعسكر والاخوان المسلمين؟!

فالحزب الاشتراكي اليمني: هو الحزب الذي تأسس في اكتوبر 1978م و كان الحزب الوحيد الذي يحكم اليمن الجنوبي حتى 22 مايو 1990م ، خسر إمكانياته المالية والسياسية والعسكرية بعد خسارته حرب 94 19،  والتي كان التجمع اليمني للإصلاح (الذي تأسس في العام 1990م بعد الوحدة بين شطري اليمن) حليفاً للجيش والحزب الحاكم حينها(المؤتمر الشعبي العام ) بحجة أن الحزب الاشتراكي حزب ماركسي مرتد يجب التصدي له، وقتاله.

فالتجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" قرر التحالف مع أحزاب المعارضة اليمنية ذات التوجهات اليسارية، وقام التحالف من أجل تحقيق برنامج محدد ضمن ما عرف بـ"اللقاء المشترك"، والذي ضم بين صفوفه فرقاء السياسة اليمنية اللذين كانت العلاقة بينهم تتسم في فترات سابقة بالتوتر.  والخصومة والعداء. ويشمل "اللقاء"، بجانب "الإصلاح""الحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الناصري، وحزب البعث القومي، وحزب الحق، والتجمع السبتمبري، وأتحاد القوى الشعبية اليمنية، تجميع هذه التيارات المتباينة داخل بوتقة سياسية واحدة اثار كثير من الدهشة لدى كثير من المراقبين، وطرحت التساؤلات حول تجربة اللقاء وقدرته على الاستمرار. والذي استمر وبقوة حتى اثناء الهبة الشعبية اليمنية التي رفعت شعار اسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في فبراير 2011م.ومن هنا يأتي السؤال الهام عن الثمار التي جناها حزب الإصلاح من دخوله هذا التحالف،.

الفوائد والثمار التي حققها حزب( الاصلاح) من تحالف اللقاء المشترك:

يقول الدكتور احمد الدغشي في تصريح له سابق أثناء قيام التحالف المشترك " أن الحرب التي أعلنت في 1994 لم تكن مفصولة عن البعد العقائدي (حربا دينية) ضد قوى الردة والانفصال التي دحرتها كتائب المجاهدين الإسلاميين جنبا إلى جنب مع قوات الشرعية الدستورية؛ فإن المرء ليزداد حيرة من هذا الانغماس غير المفهوم للإصلاح الإسلامي، إلا من المنطق "البرجماتي" ذاته، وحينئذ يظل السؤال الأكبر: ما الفرق بين حزب إسلامي عريض وبين غيره من الأحزاب التي لا ترفع هذه الراية؟"!.

ويضق الدغشي : "تحويل أبالسة الأمس إلى قديسي اليوم، بفعل الإيغال في الخصومة مع السلطة على حساب التقارب الذي يصل أحيانا حد الارتماء في أحضان أعداء الأمس. كما أن الوزن النسبي لكل طرف في اللقاء المشترك يظل أمرا سلبيا وإشكاليا في حق حزب يقدر عدد أعضائه بالمليون كالإصلاح، فضلا عن الأنصار مع بعض الأحزاب الهامشية جدا، دون تمييز لأي منها من حيث الصلاحيات والأدوار الموكلة إليها على قدم المساواة تقريبا".

فكان قد نبه البعض من  أن تحالف الاخوان مع العلمانيين في اليمن كان الهدف الاستراتيجي للوصول إلى السلطة، بأي طريقة ومن خلاله حتى التحالف مع الشيطان وبعدها التخلص منه.

فتوى (الديلمي) التي باركها حزب الاصلاح في حرب 1994م.

بالرغم من كل التباينات وحرب العام أربعة وتسعين وفتوى شيخ الاصلاح عبدالوهاب  الديلمي ضد الحزب الاشتراكي اليمني والشعب الجنوبي وتكفيرهم والتي كان نصها :" اننا نعلم جميعا أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة ، ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طوال 25 عاما ، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل انواعه وصنوفه ، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الاعوان والانصار ما استطاعوا أن يفرضوا الالحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد ، ولا أن يستبيحوا المحرمات ، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات ، هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين ، هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة ، فأخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريده هذه الفئة ويشرد وينتهك الأعراض ، ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل ، وهنا لا بد من البيان والايضاح في حكم الشرع في هذا الأمر ..

أجمع العلماء انه عند القتال بل اذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين ، فإنه اذا تمترس أعداء الاسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين ، فأنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والاطفال ، ولكن اذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الاسلام وينتهك الاعراض.
اذن ، ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا ، فإذا كان اجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون ، فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح .
هذه أولا ، الأمر الثاني : الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون ان تعلوا شوكة الكفر وان تنخفض شوكة الاسلام وعلى هذا فأنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الاسلام فهو منافق ، اما اذا اعلن ذلك وأظهره فهو مرتد ايضا..( انتهت الفتوى )

تزاوج غريب بين الاخوان والاشتراكي:

اختلفت المواقف والتحالفات حسب الوضع القائم للدولة وتطور الخلافات والصراعات والمكاسب والوصول إلى الاهداف حسب رسم استراتيجيات معينة وتكتيك ينفد مرحلي , فكان التزاوج الغريب بين الاشتراكي واخوان اليمن وهما نقيضان كاملا لبعضها في البرنامج والاهداف والسياسيات والنظرة إلى المجتمع وشكل الدولة وحتى الانسان والحريات والدين والسياسة ، فهو اختلاف في النهج بل اختلاف كامل بكل شيء.

فالإخوان في اليمن اقاموا التحالفات ولم يقطعوا شعرة معاوية مع تحالفات أخرى أو من تحت الطاولة مع النظام السابق برئيسة "صالح" ، بينما الاشتراكي بعد حرب العام اربعة وتسعين حرب الوحدة المعمدة بالدم تم ضربة وازاحته.

اخوان اليمن كانوا اليد اليمنى والضاربة للمؤتمر الشعبي العام في اليمن بعد أتفاق الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية (1990م)  وكان الاصلاح هو الحزب الوحيد الرافض لتلك الوحدة على أساس رفضهم للشيوعية التي يمثلها الاشتراكي وانهم كفرة وملحدين واتت الفرصة بالتعاون مع النظام القائم في تلك الفترة برئاسة" صالح "من قتل العديد من أهم كوادر الحزب الاشتراكي اليمني وبعدها مشاركتهم بالحرب للقضاء على الاشتراكي واحتلال الجنوب (1994م).

اصبح الاخوان الشريك الاساسي للسلطة وأستطاع صالح تقليص نفودهم في مؤسسة الدولة وإخراجهم إلى المعارضة ولكن قيادات الاخوان الرئيسية القبلية والعسكرية ظلت في تحالف مع رئيس النظام للحفاظ على مصالحها من الثروة والاقتصاد واستمرت في الاستفادة من الوضع لتقوي نفودها من جديد داخل الجيش والمؤسسات الاخرى وكسب المزيد من الثروة والسيطرة على العديد من المشاريع الهامة والاستثمارية وخاصة في مجالات النفط والمواصلات والاتصالات واحتكار للوكالات الدولية داخل اليمن.

الاصلاح وأول ضربه لحليفة الاشتراكي :

حيث أستطاع أخوان اليمن جر الاشتراكي إلى تحالف هش جدا من خلال استخدامهم لأضعاف السلطة وخاصة في محافظات الجنوب التي كان للاشتراكي تواجد كبير فيها مقابل تواجد ضعيف للإصلاح.

ووجه الاصلاح أول ضربه حقيقية لحليفة الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية  للعام 2006 م حيث كان مرشح المشترك هو المرحوم المهندس فيصل بن شملان فبينما في واقع الامر وقفت قيادات الاصلاح الرئيسية ومنها الشيخ المرحوم عبدالله الاحمر واللواء علي محسن والشيخ الداعية الاسلامي عبدالمجيد الزنداني واليدومي وغيرهم من القيادات صاحبة القرار إلى جانب المرشح النقيض وهو الرئيس علي عبدالله صالح مرشح الحزب الحاكم ( المؤتمر الشعبي العام )  وتم دعمه منهم وعلل الشيخ المرحوم الاحمر في تلك الفترة ترشيح صالح في ( جني تعرفه ولا انسي ما تعرفه )

أعتقد الاشتراكي أنه بتحالفه مع الاخوان قد يستطيع العودة إلى الحياة السياسية ولكن الاشتراكي فشل فشلا ذريعا، فبدلا من تعاطفه مع الجنوب الذي كان هو الحاكم النهائي والفعلي فيه . وقف في مواقف واحداث موقف المتفرج أو النقيض من خلال تصريحاته وبياناته ومنها تصريح أمينه العام ياسين نعمان عن ما يدور في الجنوب انها مشاريع صغيرة ولا يمكن لها أن تتحقق .

فخسر الاشتراكي الجنوب وقياداته وانسحب من الحزب عدد كبير جدا من اعضائه والتحقوا بالثورة الجنوبية  المطالبة بالتحرير والاستقلال، ولم يستطع الاشتراكي مواكبة المرحلة والحدث وانحصر عمله في الاعلام وانتهى تدريجيا من الحياة السياسية من خلال انتهاء قاعدته الجماهيرية وتقلص عدد اعضائه بشكل لم يعد لهم أي منظمات او فروع في الكثير من المديريات والمحافظات على مستوى الجنوب , وانحصر التنظيم الاشتراكي ببعض من قيادته القديمة والتقليدية.

الاخوان استطاعوا العمل والتحالف والحوار خارج اطار اليمن وحدث بينهم والغرب نوع من التحالف على اساس انهم البديل الافضل لصالح ووسعوا من علاقاتهم على مستوى الاقليم من خلال السعودية وقطر وتركيا وعلى المستوى الدولي واصبحوا ضيوف دائمين عند سفراء الدول الغربية.

الاخوان ومبادرة الخليج لانتقال السلطة باليمن.

شعر الاخوان أن المبادرة الخليجية والحوار اليمني الذي يعتمد على تأسيس دولة وتقاسم للسلطة وتشريعات جديدة في حياة الانسان والوطن قد تخرجهم من اللعبة السياسية المتعودين عليها , وانه بعد اسقاط صالح هم الوريث الشرعي لحكم اليمن

نتيجة  كما اسلفنا انهم الوريث الشرعي لحكم اليمن يرفضون اي حوار ينتقص من سيطرتهم الكاملة على اليمن من خلال قوتهم المالية وتواجدهم الحالي في الشارع والاعلام والمؤسسة العسكرية وما يمتلكون من تأثير كبير على قبائل الشمال من خلال تحالفاتهم الدائمة والمصالح المشتركة بين القبيلة والعسكر والاعتماد على قيادة الاخوان من القبيلة والعسكر اعتقدوا ان الفرصة الاتية هي الانقضاض الكامل على السلطة والنظام وابعاد كل التحالفات السابقة معهم في اطار المشترك اليمني

تلك التحالفات بين الاخوان والاخرين في اطار المشترك اليمني اصبحت تعيق تقدم الاخوان في هدفهم الاخير لاستلام السلطة ,رغم انهم من الموقعين على المبادرة الخليجية وموافقتهم عل الرئيس التوافقي في المرحلة الماضية  من احداث الهبة الشعبية اليمنية , كان نتيجة شعورهم ان الهبة الشعبية قد تتحول الى الثورة وتطيح بالحكم وبهم ايضا لانهم كانوا جزء من ذلك النظام القائم وحلفاء له في الحروب وفي دفع البلد ال حافة الهاوية والتدمير

اليوم ونتيجة للتناقضات القائمة على  المستوى الاقليمي وخاصة بين السعودية التي تريد الحفاظ على الوضع القائم من خلال مبادرتها وقطر التي تريد فرض وضع جديد مع تحالفها مع اخوان اليمن وسحب البساط من تحت اقدم السعودية

يحاول اخوان اليمن العودة الى نقطة الصفر من خلال ايجاد العديد من الصعوبات والاضطرابات والحروب وتقويض العملية السياسية في اليمن وضرب الحراك الشعبي الجنوبي واتهامه بالتحالف مع ايران ,ومحاولته جر الحراك إلى الدفاع عن نفسه من خلال الكفاح المسلح.

ومن جانب اخر اثارة الحوثيين من جديد لكي يرفضوا الدخول في الحوار اليمني وغيرها من الخطط والتكتيكات التي يفرضها الاخوان على الساحة السياسية في اليمن وخاصة في تعز ومناطق اخرى.

الطلاق بين الاشتراكي والاخوان:

يعتبر الطلاق بين الاشتراكي والاخوان نتيجة طبيعية جداً, فاستراتيجية الاصلاح تعتقد أنه آن الأوان لاستخدام كرت الاشتراكي، ويعتبر الوقت الحالي هو الوقت المناسب للتخلص منه بعد سيطرتهم على واقع الارض .

فالحزب الاشتراكي في وضع لا يحسد عليه أن أبقى على هذا التحالف سوف يتم التهامه إلى الأخر ورميه في أقرب وقت .

وفي نفس الوقت يعتبر من الصعوبة عليه خروجه من هذا التحالف لان ذلك يعني العودة إلى وضعه كحزب لا يستطيع أن يكون معارض لعدم وجود قاعدة شعبية تدعمه وضعف كامل في عدد الاعضاء والمناصرين وايضا المصادر المالية والاعلامية لا يمتلكها الحزب لكي يعيد بناء نفسه .

والجانب المعقد والذي تعرفه قيادات الاشتراكي المتبقية أن من تبقى من هذا العدد القليل من قياداته وخاصة من أبناء الجنوب سيلتحقون مع قوى الثورة الجنوبية  المطالبة بالتحرير والاستقلال بعد أن يكونوا ايقنوا أنه لم يعد لهم أي شيء وخسروا كل شيء من أجل عملية التغيير في اليمن.

توقعات ومخططات أخوان اليمن:

تعتمد توقعات ومخططات (أخوان اليمن) في المحصلة الاخيرة على أستلام السطلة والحكم في اليمن كقوة وحيدة من خلال الفوضى والحروب أو الانقضاض على الحكم بانقلاب  عسكري يقوده اللواء علي محسن الاحمر والتخلص من الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وهنا يمكن استنتاج النقاط التالية:

-أن التاريخ اليمني في الشمال يعيد نفسه ففي ثورة 26 سبتمبر التي اطاحة بالأمام  وانضمت أليها القبيلة لتسيطر عليها من جديد كحالة اليوم وانضمام اللواء علي محسن الاحمر واخوان اليمن للحركة الشعبية التي سميت باليمن ثورة التغيير والسيطرة عليها من جديد ،وخاصة أن تكتيكات الرئيس السابق واحتفاله (المليوني) الأخير قد أزعج الاخوان وأن استمرار الوضع الحالي المتدهور في اليمن قد يخرج العامة وأصحاب النفوذ المتحالف مع "صالح" إلى الشارع وبقوة والمطالبة بعودته للحكم.

- تواجد" صالح"  القوي وتجهيزه لما بعد انتهاء قترة حكم الرئيس الانتقالي من خلال الابقاء  على حالة التدهور الامني والاقتصادي سيجعل من السهولة ترشيح "صالح" لأبنه للانتخابات القادمة وفرضية نجاحه ليست بالبعيدة.

- قيام (الاخوان واللواء) خلال الأيام الماضية على تعزيز قواتهم العسكرية والقبيلة في محيط صنعاء وغيرها من المدن وهم في حالة من الاستعداد القتالي الحربي وجميع المؤشرات تشير لحرب بين (اللواء ) وبقايا النظام السابق. كما تدفع دولة قطر بقوة في هذا الاتجاه من خلال دعمها المادي والاعلامي الغير محدود لسيطرة (الاخوان) في اليمن على السلطة  وفرض الأمر الواقع على الاقليم والعالم وأن اليمن ستكون بخير بقوة الاخوان واستلامهم الحكم وأنهم بديل للتحارب والفوضى من خلال التحالف معهم وحفاظهم على مصالح الغرب في اليمن.

- نجح "الاصلاح" في إضعاف "الاشتراكي" واحراجه أمام ما تبقى له من قواعد في الجنوب من خلال ما طرحه الحزب الاشتراكي اليمني من حلول لحل مشكلة الجنوب ( العشرين نقطة ) التي رفضها الاصلاح اليمني ،حيث هدد الاشتراكي اليمني في حال عدم تنفيذ البنود العشرين وهيكلة الجيش اليمني سيقوم بمقاطعة الحوار اليمني القادم في 18 مارس 2013م

ولكن الاشتراكي اليمني يخسر آخر أوراقه اليوم أمام الجنوبيون وغيرهم بعدم تنفيد تلك البنود ،وكذا عدم هيكلة الجيش اليمني ويرغم على دخول الحوار اليمني بشكل هزيل وضعيف ومستسلم للأمر الواقع.

 -أستطاع (الاصلاح )تنفيد خطة وضع (الاشتراكي) شريك في السلطة وأبعاده أن يكون معارض خارج السلطة بإعطائه حقيبتين وزاريتين في حكومة الوفاق اليمنية ,ولكن الاشتراكيين وخاصة أمينه العام الدكتور ياسين سعيد نعمان وآخرين مازالوا يمارسون نفس الفكر والخطاب وكأنهم في المعارضة وليس في الحكم .

خاتمة:

أن إتمام الطلاق الكامل بين الاشتراكي اليمني واصلاح الإخوان ستكون في الحوار اليمني القادم من حيث أطروحات كل طرف ازاء العديد من القضايا ومنها شكل الدولة القادمة والدستور والانتخابات والقضية الجنوبية وقضية الحوثيين وعدد من القضايا التي ستكون على طاولة الحوار وللطرفين حلول متناقضة ومتصادمة مع الطرف الآخر .

وفي آخر الامر هل سينتهي الاشتراكي اليمني مع أاحتمال كبير جداً عن تقديم أمينه العام استقالته بعد انتهاء الحوار اليمني أم أنه سيجد تحالفات جديدة مع القوى المتبقية الهشة من تحالف المشترك أو العودة إلى مربع الخاسر دائماً وبتحالف جديد مع المؤتمر الشعبي العام

 

صادر عن :

مركز الدراسات الدولية (عدن)

10    آذار/مارس2013م

[email protected]