شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
يحيى بامحفوظ

ورم سرطاني خبيث علق بجسم ثورة الجنوب (1-2)‏‏

الأحد 15 فبراير 2015 02:27 مساءً
قال الدكتور العراقي / محمد مسلم الحسيني:‏
‏"وهم الإعتقاد بالعظمة وبكل صنوفه وأنواعه موجود في كل المجتمعات إلاّ أن هذه الحالة تستشري وتزداد في ‏‏المجتمعات الفقيرة وتلك التي تتعرض الى ظروف خاصة وقاهرة ولفترات طويلة كالمجاعات والحروب ‏‏والإضطهاد السياسي والنفسي والإجتماعي. المصابون بهذا الداء يشكلون خطورة على مجتمعاتهم وكلّ حسب ‏‏موقعه وأهميته بالمجتمع، إذ أن مآسي كثيرة في العالم حصلت جراء قيادات مصابة بداء جنون العظمة أودت ‏‏الى صنع الكوارث والحروب في تأريخ البشرية".‏
حقيقة يؤرقنا حالنا اليوم, فمن سوء طالع الثورة الجنوبية انها ابتلت بقادة لا ندري في اى متحف أو اى كهف ‏‏كانت تقبع هذه الديناصورات المتكلسة؟ الذين لا هم لهم سوى الركض لحجز منصب في مراتب متقدمة في ‏‏الدولة التي لن نرى لها نورا وسط هذا السيرك السياسي الذي يمرح فيه هؤلاء البهلوانات دون ضابط ولا رابط، ‏‏وأغلبهم منكفئ على ذاته حالما بقيادة الدولة، يوصي لمن يكتب مدحا فيه, ويتحدث عن نفسه ولنفسه، ولا يرى ‏سوى صورته اينما صوب بصره, ويطرب وينتشي لكلمات الإعجاب والتصفيق الرخيص عقب كل خطاب رنان ‏مفرغ من اي مضامين سوى الاحتماء بمقولات ‏خاطئة وبكلمات رنانة سئمنا تكرارها مع كل خطاباتهم المرتجلة, ‏والتي لا طائل منها سوى دغدغت مشاعر البسطاء, مع انها تدرك تماما ارتجالهم الحماسي في الخطابات لا ‏يخيف المحتل, ولا يقّض له مضجع, بل تربك الثوار وتحبطهم.‏
بعد ان فشلت محاولاتهم البائسة لإحياء ما سمي بالجبهة الوطنية وفشلهم في التربع على قيادتها نراهم اليوم ‏‏يقفزون إلى وهم جديد يقودون من خلاله وبإصرار إلى وأد الثورة في الوقت الذي دنت فيه لحظة قطف ثمار ‏‏تضحيات هذا الشعب, لذلك نراهم في سباق محموم لتمثيل شعب الجنوب .. ولتغير المشهد الثوري برمته وهو ‏أمر ‏غير مقبول أخلاقيا قبل ان يكون قانونيًا .. لقد حان الوقت لأن يدرك أولائك بأن الثوار في الساحات هم رأس ‏الحربة ‏للثورة الجنوبية ونصلها الفتاك وما عليهم سوى التوقف عن إهدار وقتهم وجهدهم وإجهاد تفكيرهم ‏واستنزاف طاقتهم في ‏حملة خاسرة لا طائل منها سوى وضع العراقيل أمام الثوار والمخلصين من أبناء هذا ‏الشعب والعمل بشكل ‏ممنهج لإفراغ الثورة من مضمونها وسلب روحها الثورية، والنيل منها لضمان عدم قدرتها ‏على النهوض مرة ‏أخرى ومضاعفة معاناتهم وليستفاذ من ذلك من لا يصون عهداً أو ميثاق.‏
كنت اعتقد انهم مصابون بحالة فقدان البوصلة والاتجاه، لكن اتضح لي مؤخرا انهم يدركون ويعون جيدا ما ‏‏يفعلون, واعتقد انه من حقنا وضع التساؤلات التالية:‏
 
‏- هل هؤلاء مجرد كذبة كبرى بات ضرورياً دحضها!!؟ أم نصدق بان بقاء الوضع على ما هو علية هدف رئيس ‏‏لبعض القادة بغرض استمرار التكسب الرخيص!!؟. ‏
‏- هل التناحر سنّة فينا!!؟ وبالتالي لا مناص من الرضوخ و الاستسلام لهذا الأمر!!.‏
‏- وهل سننتظر حتى وقوع الخطأ القاتل!!؟ الذي بدأت بوادره تلوح بل أصبح على بعد أمتار من حدودنا ان لم ‏‏يكن قد تغلغل إلى الداخل فعلا!!.‏
 
‏ مؤلم جدا ما يعتمل اليوم, خاصة بعد ان أدمن البعض من قادتنا أنتاج مكونات عقيمة بكل المقاييس لتتحول ‏‏بدورها إلى ورم سرطاني خبيث نتج عنه تكاثر عددي يقود اليوم للتشاحن والاصطفاف ضد بعضنا بعضا, ففي ‏‏هذه الايام وهي أيام دقيقة وحاسمة أرى ان الأمور لا تبشّر بالخير على الإطلاق, خاصة إذا ما استمر هؤلاء ‏‏البهلوانات في "التهريج" الصاخب دون رادع شعبي. ‏
وقد قالت العرب قديما "إذا كان الغراب دليل قوم . . يمر بهم على جيف الكلاب"‏
ولنا عودة في الجزء الثاني ان شاء الله....‏