شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
باسم الشعبي

لعبة إدارة المصالح بالصراع

السبت 09 أغسطس 2014 10:40 مساءً

لا يبدو أن المشهد اليمني في طريقه للظفر بانفراجات حاسمة تلطف الأجواء وتنشر السكينة والهدوء وتوحد الجهود وتوجه الطاقات نحو التنمية والبناء فكل ما نشاهده ونلمسه يعطي مؤشرات سلبية ومخيفة من احتمالية تعقد الأوضاع أكثر مما هي عليه والسبب في ذلك في تصوري هو إدمان القوى السياسية على اختلاف توجهاتها الانغماس في لعبة إدارة المصالح الذاتية والأنانية بالصراع والتي اتسعت لتطغى على مصالح الشعب والوطن المنهك بالحروب والصراعات العقيمة.
إن المشاهد لصراعات القوى السياسية من شمال الشمال إلى الجنوب لا يملك إلا أن يقول الله يعين هذا البلد على قواه السياسية وعلى ساسته الصراعيين الأنانيين ويمني النفس بما قاله رسول الله (صلى) ذات يوم "عسى الله ان يخرج من اصلابهم من يقول لا إله إلا الله" أي عسى الله ان يخرج من اصلاب الزعامات والقيادات السياسية اليمنية التي كفرت بالوطن من يقول لا للمصالح الشخصية والذاتية لا للصراع العبثي نعم للمصلحة العلياء للوطن نعم للبناء والتعايش والقبول بالآخر.
امل أن يعي الشباب حقيقة الصراع البعثي الدائر في البلاد حتى لا يصبحون مجرد أدوات في هذا الصراع يوظفون ضد بعضهم البعض، مخدوعيين بشعارات وأهداف براقة بينما هم لا يعون لماذا يصارعون وعلى ماذا يتصارعون ومن أجل ماذا يضحون؟ لقد حول الصراعيون المشهد اليمني إلى حلبة نزال أو مصارعة ثيران كما حولوا وسائل الإعلام إلى مدافع وقنابل ورصاص إلا من رحم ربي لأنهم غير قادرين على العمل بعيدا عن الصراع ففي الصراع بالنسبة لهم تزدهر التجارة وتتفتح أبواب الرزق الداخلية والخارجية وكله بثمنه.
ستظل هذه القوى المصلحيه النفعية تتصارع على المكاسب والمصالح تقسم المجتمع إلى (مع وضد) وتفتح جبهاتها في كل مكان لا شغال الناس عن الاهتمام بالتغيير والبناء وتوظيف المخدوعين منهم في هذا الصراع المصلحي العدمي الذي لا افق له البته وأحيانا تتفق ظاهريا أو في الخفاء على اقتسام المصالح والغنائم بينما يظل الشعب غارقا في جهله ومرضه تقتله الجرع والأوجاع إلى ما شاء الله.
المجتمع مطالبا اليوم بأن يستيقظ من سباته العميق وبأن يعي مصالحه الحقيقية والواقعية وان يترك الأحلام السريالية أو الرومانسية السياسية التي أهلكتنا من قبل وقادت الكثير إلى السجون والمعتقلات والمقابر الجماعية،علينا أن نفكر بما هو واقعي ومنطقي وقابل للتحقق والاشتغال عليه وأن لا نتيح الفرصة للقوى النافذة اشغالنا بما هو بعيد وصعب حتى تتفرغ هي لمواصلة العبث بالوطن وثرواته ومصادره الاقتصادية الهامة بينما يعيش الشعب على الهامش وعلى الفتات وهو صاحب المصلحة العلياء وصاحب الحق الأول والأخير.
لقد غابت لعبة إدارة الوطن بالحكمة والعقلانية وحضرت لعبة إدارة المصالح بالصراع والفوضى وكل ما نشاهده ونلمسه هو من نتاج هذه اللعبة القذرة التي إذا لم تتوقف فإنها ستقود البلاد والعباد إلى الفوضى والهلاك المحتوم.
لابد من بروز قوى سياسية واجتماعية جديدة منظمه وواعية لما يحدث وغير منغمسة في صراعات الماضي ولعبة المصالح العفنة لعل وعسى أن تفتح أمامها الأبواب في يوما ما لتأمين وإنقاذ الوطن من براثن السقوط والانهيار لا سمح الله.