شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
حسين زيد بن يحيى

منطق الرجوع للوراء

الأحد 15 يونيو 2014 12:47 صباحاً

ان عودة قوية للحراك الجنوبي للساحات مرة أخرى تتطلب تقييم موضوعي للمرحلة السابقة على اعتبار الاعتراف بالفشل مقدمة للانتصار مستقبلا ، معالجة الملفات العالقة و الشائكة في الحراك الجنوبي الناتجة عن تغلغل عناصر الرئيس صالح و احزاب اللقاء المشترك و فقهاء 7/7 التكفيريين و حزب الرابطة إليه ضرورة لابد منها لأي انطلاقة جدية جديدة ، نجاح المراجعة مرهون بالتزامها قاعدة الجنوب لكل الجنوبيين في الساحات و السلطة و حالة سمو نضالي كهذه تتطلب تقديم تنازلات متبادلة ، اول مقدمات نجاح اية تفاهمات سياسية بين الفرقاء الجنوبيين تبدأ بتجسيد مبدأ التصالح و التسامح فكرا و سلوكا مع مغادرة الاقطاع السياسي الاشتراكي المناطقي مربع احتكار تمثيل الحراك حصريا عليه .
ان الذهاب نحو مستقبل حر و سعيد يلزم الجميع دون استثناء مغادرة منطق الرجوع للوراء المعبر عنها بالتمترس خلف ايدلوجيات و شعارات ماضوية فاقدة للروح و غير قابلة للحياة ، الحراك الجنوبي في مقدمة الاطراف الذي تقع عليه المسؤولية الاولى في التوصل لتفاهمات تقود للحل السلمي و السلس باعتباره رافعه الثورة و التغيير الحاصلة ، بتأكيد احراز تقدم في أي صفقة سياسية مع الداخل او الرعاة الدوليين للحل بدون مقابل امر شبة مستحيل ، لذلك و تجنبا لمخطط العزل و انسداد الافق التي تحاك لمحاصرة الحراك الجنوبي تفرض عليه المبادرة لإبداع مقاربة قادرة على احداث اختراق في اطار التسوية السياسية الحالية .
من متطلبات الانتصار الجنوبي – ايضا- ترفع مناضلي الحراك عن استخدامهم بيادق بيد الاصنام الملوثة و المسؤله عن تدمير الجنوب طوال الخمسون عاما الماضية ، الشرط الثاني للانتصار للجنوب ان نلعب مع الكبار وفق معادلة مزيدا من الحوار و الشراكة درءا لمخاطر السيناريو الاكثر رعبا للحراك و المجتمع الدولي المتمثل في مشروع القوى التقليدية المتأسلمه ، الوقائع كلها تؤكد ان لا بدائل او خيارات مطروحة راهنا امام الحراك الجنوبي غير مخرجات حوار فندق موفنبيك / صنعاء ، ليس المطلوب هنا الاستسلام لها بقدر ما هي دعوة لأحداث ثغرة بجدارها لتطويعها ، بل ان تجاوزها ممكن عبر الحوار على عدة ملفات بما يعزز الموقف التفاوضي الجنوبي و يجعله اكثر اهميه عند الرعاة الدوليين للحل .
ان ظلامية منطق الرجوع للوراء يتمثل راهنا برجعية فهم الاصنام المحنطة للمشهد السياسي الجنوبي و المتمسكة شكلا بحرفية الشعارات المجردة من حيوية الحياة و منطق الحركة و التطور ، فأهداف الشعوب و الثورات دوما ما يتحقق بنائها بدءا بدك مداميك الأساسات ثم الذهاب نحو التشييد وفق الامكانيات و الاحتياجات المرحلية و المستقبلية ، مصداقية و مبدئية من يريد الذهاب نحو المستقبل الحر و السعيد للجنوبيين مرهونة في البدء بالخطوة الاولى بمشروع الحل بضمانات دولية و اقليمية ، استمرار التمترس المكاني في (الرزحة) بالساحات بحجة تحقيق كل الحل او الانتظار السلبي حالة عدمية عبثية مفرطة بنضالات الحراك و الشعب الجنوبي .
*زنجبار / ابين 15/6/2014
*منسق ملتقى ابين للتصالح و التسامح و التضامن