شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
مجاهد القملي

عبث الثقافة والسوريالية

الاثنين 21 أبريل 2014 12:19 صباحاً
  • المثقف هو الإنسان الواع لجوهر وشكل الحضارة الإنسانية الواقعية والمدرك لحركة التغير الإنساني ضمنها، بحيث يساهم (المثقف) بشكل فعّال في أن تكون حركة التغيير إرتقائية بكل أبعادها الإنسانية...العبثية هي مدرسة فنية تتلخص فلسفتها في أن مجهودات الإنسان لإدراك معنى الكون دائما تنتهي بالفشل الحتمي مع العلم أن ذلك المفهوم غير موجود بالأساس، على الأقل فيما يتعلق بالفرد أما الرمزية فهي أيضا مدرسة فنية نشأت كرد فعل للواقعية والطبيعية وهي تقوم على سر الوجود عن طريق الرمز تلك هي مصطلحاتنا التي أصبح الكثير من المتحذلقين في الثقافة يقومون باستخدامها، وهنا يكمن السؤال ما ثقافتكم العبثية والرمزية التي تنادون بها؟ قضيتنا اليوم تكمن في بعض الأقلام والأفواه، عندما يقعون في مأزق ثقافي يصفون ما يشاهدونه أو يسمعون عنه من أعمال فنية أو ثقافية بأنها تنتمي لمدرسة العبثية أو الرمزية وهنا نقف لهم لنقول عفوا، كفوا عن هذا الهراء الثقافي الذي تقومون به وتغذون به عقول مجتمعنا وأبنائنا ممن يهتمون بالثقافة بأن ما يرونه أو يقرأونه فن، وهو بالأساس لا ينتمي للفن ثقافتنا ليست على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي أصبح من يتحكمون فيها أغلبيتهم لا يفقهون معنى كلمة فن، رغم أنه أساس الإبداع الثقافي أصبحنا في عالم جعل من الثقافة واجهة إعلامية له وهذا هو العبث، أي الفشل الذي كانت المدرسة العبثية في السابق تصبو إليه إلى متى تتبعون مدارس الرمزية وتجعلون من أنفسكم رموزا للثقافة، مع العلم أن واقعية وطبيعة الثقافة ترفضكم؟ إلى متى هذا العبث والبحث عن رموز لتصبحوا أعلاما على حساب من أسسوا الثقافة؟ الثقافة والسياسة وجهان لعملة واحدة كل منهما يحتاج الى موهبة قبل الأكاديمية ..الصمت احيانا هو طبيعة الوعي العبقري الباحث عن صورة الحقيقة الضائعة في أدغال الدجل و دهاليز العدمية. ..فهو أي الصمت فلسفة الاتقان المعتمدة في مواجهة الثرثرة التي لا تصنع تاثيرها سوى في العقول الفارغة المنطوية على التفكير السطحي والانتهازية الانانية ..والله من وراء القصد

     
     
  •